رثاء في رحيل الأخ العزيز الطبيب البيطري دكتور / أحمد هارون محمد بخيت فقيد الشباب وابن اللعيت جارالنبي البار والذي إنتقل إلى جوار ربه يوم الإثنين 19 يونيو 2005م جراء تعرضه لحادث مروري أليم بمنطقة القصيم بالمملكة العربية السعودية
=======================
رحيلك عن دنيانا فجيعة إرتعشت لها الأبدان
فقد لبيت نداء ربك راضياً دون استإذان
كل حي لا محالة ميتٌ وذلك حُسن السلوان
تَكَدر الجميع برحيلك وعمت غمائم الأحزان
من رياض الغبرة وعموم القصيم إلى جيزان
حشود الأعاجم تدافعت قبل الأهل والخلان
كم من مغزى ومعنى يرثيك في غربة جيران؟
أبكيت الرجال حٌرقةً أبا صهيب لأنك إنسان
عويل الناحبات مهما علا في قدرك نقصان
بموتكم تحولت آفاق البلاد للعزاء صيوان
عرفناك متقد الدهاء وزائد النجباء اوزان
ثالث إثنين عصام الدين وفاتح الرحمان
حوارٌ تباهى الرصفاء به وشرف الشِيخان
نفاخر بك العالمين نجابة في عالم الحيوان
ألستم خير من فَهِمَ العلوم و أخير الشبان
لله درك إبن هارون كنت نجماً ساطع اللمعان
ليس مكثاراً ولكن حديثك دٌرر و عِقيان
تمشى واثقاً ويحتار من يراك عجلان
و تواضعك يخجل من ليس به خجلان
أحبابك لا عد لهم من أم رِدِم لامدرمان
ولم تفرط فيمن جمعتك بهم دروب الزمان
رحلت يوم سعد يوم رحيل سـيد الثَقلان
رحلت ولم ترحل مكارمكم الشامخة البنيان
وعاطر ذكراك محال تطويه حقائب النسيان
و طيب معشرك حتماً تجده ثقيلاً في الميزان
فأرقد مستريحاً في مثواك فأنت بيننا يقظان
عليك سحائب الرحمة ومنزلاً بأعلى الجنان
السعودية الجبيل ـ في 29 يونيو 2005
______________
لقد إختار يد المنون في مثل هذا اليوم عام 2005 أي قبل عامين طودا شامخا وشمسا ساطعة دارفور، إنه الأخ العزيز الطبيب البيطري دكتور / أحمد هارون محمد بخيت فقيد الشباب وابن اللعيت جارالنبي البار ، كان الفقيد ركنا بل كان بنيان قوم و كان شعلة وكان علما من اعلام السماحة والندى ، لقد رحل إثر تعرضه لحادث مروري أليم بمنطقة القصيم بالمملكة العربية السعودية في طريق عودته لمنزله من المطار بعد توصيل زميله وعائلته الكريمه المغادرين لقضاء أجازتهم السنوية بالسودان.
وكان رحيله فاجعة فوق تصورنا و صاعقا مزلزلا وسط كافة معارفه ، لقد ترك موته الفجائي لوعة في القلوب واسي في النفوس فلم يكن هذا في الحسبان ولا في الظن فقد كان الإصابة كسور في الأرجل فقط كنا نأمل شفاؤه و شاءت الاقدار شيئا اخر!!
لقد كان فقيدنا د.أحمد هارون عفيفا طاهر الثوب نظيفا انيقا وامينا دمث الاخلاق طيب المعشر لايمله جليسه, ولا يشبع منه انيسه نقي السريرة عطر السيرة ، لم تفقدo أسرjة فقط بل فقده كل من تعرف عليه كان مؤثر أينما حل ، كان كريما جواد يتعامل مع الآميين كما هم ، فقد كان موكب تشريع جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير موكبا مهيبا شارك فيه صنوف من البشر عجما وعربا بصورة غير مألوفه في بلاد الغربة.
كان فقيدنا الله يرحمه ويحسن اليه متفوقا في تحصيله العلمي وكان من النجباء الذين تم أختيارهم للدارسة بمدرسة خور عمر الثانوية النموذجيه للمتفوقين على مستوى السودان ، ثم درس البيطرة بجامعة الخرطوم ، فقد كان فلتة من فلتات هذا الزمن وكنا نرجوه ليوم كريه وسداد ثغر ولكن يا للحسرة فقد إختار جوار ربه باكرا ، كان بحق ومضة لاحت في افقنا ثم تلاشت سريعا.
رحل الفقيد في ريعان شبابه ولم تمهلة يد المنون لرؤرية إبنته صفاء التي إنجبت بعد رحلة بعدة اشهر وقد كان إبنه البكر صهيب الذي يشع نورا كأبيه قد تجاوز عامه الثاني من عمره ، اللهم لا إعتراض لحكمك ، لم يكن امامنا الا الصبر والدعاء للفقيد بان يتغمده الله بواسع رحمته وينزل عليه شآبيب مغفرته.